الأحد، 31 مارس 2019

نظرة على فلم Time Freak

في تدوينتي هذه أتحدّث عن فلم الخيال العلمي والرومنسيةّ Time Freak، وقبل أن ابدأ، عليّ أن أنبّهك إلى أنّ هذه التدّوينة قد تحتوي على حرقٍ لأحداث الفلم الرّائع، لذلك، فإن كنت تنوي مُشاهدته فإني أنصحك بالخروجِ والعودة إلى الْقراءةِ لاحقًا..

بلا شكٍّ -ومِثل كلِّ الأفلامِ الرومنسيّة- فإن الفلم يحتوي على كثيرٍ من اللّقطات المُزعجة، ولكنّ الإضافة الرّائعة التي شدتني وجذبتني إلى مشاهدته هي آلة الزّمن التي يخترعها بطل الفلم.

يبدأُ الفلم بمشهد انفصالٍ للمحبوبة عن حبيبها، وهو ما يدفع الحبيب، عبقرّي الفيزياء، إلى دراسة علاقته معها من اليوم الأول، فيحددّ الأيام التي قام فيها بارتكاب عددٍ من الأخطاء والعثرات والتي أدت إلى اتخاذ معشوقته قرارها بالانفصال، ومن ثمّ، يخترع آلة يسافرُ بها عبر الزّمن، ويعود إلى الماضي برفقة صديقه لتصحيحها ولجعلها لحظاتٍ مثاليّة..

ويحدثُ، بعد أن يصحح كل هذه الأخطاء، أن تتراجع عشيقته الشّقراء عن قرارها بالانفصال، ومن ثم يتزوّجها ويكملون حياتهم سويًّا، ويستمر العاشق بتصحيح كل خطأ يبدرُ منه عبر الرجوع إلى الزمن والعودة مرة أخرى فتصبحُ علاقتهما مثاليّة خالية من المشاكلِ والأخطاء والعثرات.

ولكن الأمورَ تنعكسُ بعد ذلك، فالعلاقةُ المثاليّة أدت إلى فقدان الفتاة لشغفها بكلّ شيء، صحيح لا يوجد أية مشاكل بين الزوجين، ولكن بطريقةٍ ما، أصبحت الفتاة كئيبةً جدًّا وفقدت المتعة والشغف في حياتها، وقررت التخلي عن أحلامها!

يحاولُ الحبيب جاهدًا إسعادها وتخليصها من حالةِ الكآبة تلك، لكن دون جّدوى، ليدرك في النّهاية أنه هو السبب لما حصل لمحبوبته، وأن أفعاله لم تكن إلا محاولةً بائسةً للتمسك بفتاةٍ لم ترغب به منذ البداية، وأنه ليس الشخص المناسبَ لها، فيقرّرُ تدمير آلةِ الزّمن التي اخترعها بعد أن يعود إلى نقطة بداية علاقتهما، فينهيها قبل أن تبدأ.


لا أعلم إن كانت هذه هي النهاية الفعليّة للعلاقات المثاليّة، ولا أظن أنّنا سنكون قادرين على الحكم على صحّة هذه النّهاية لأنه بالتأكيد لا يوجد من يحظى بهذا النّوع من العلاقات..


لكن السّؤال هو: هل من الممكن أن نخترع آلة الزّمن؟

من منّا ينسى ذلك الخبرَ الّذي أشيعَ في عام 2013 حول تمكّن عالم إيرانيٍّ يدعى علي رازقي من اختراع آلة زمنٍ تُمّكن من السفر للمستقبل، عدد كبيرُ من وكالات الأنباء العالمية والرسميّة وشبه الرسميّة كانت قد تناقلته، ليتضّح في النهاية أنّ الموضوع مفبركُ ولم يكن سوى خرافة..



أحد العلماء المرموقين في ناسا، كتب في أحد مقالاته أننا جميعًا بالفعل نسافر عبر الزمن بمعدل ثابت، ولكن المطلوب فعليًّا هو اختراع آلة تسرّع أو تبطىء من هذا المعدّل، قد يبدو هذا الموضوع غير قابل للتصوّر، فمثلًا: تخيّل لو أنك عدت بالزمن إلى يوم زواج والديك ومنعتمها من الزّواج، ماذا سيحصل لك حينها؟ الموضوع فعلًا معقّد.

أحد العلماء أيضًا بدا أكثر إقناعًا، حيث افترض أنه يمكننا السفر عبر الزمن المستقبليّ فقط، وليس الزّمن الماضي، وذلك بكل بساطة عبر اتباع قوانين النظريّة النسبيّة التي أوجدها العالم آينشتاين، والتي تفترض أن الزمن يمر بشكل أسرع كلما ابتعدنا عن الجاذبيّة وكوكب الأرض، ويكون أسرع ما يمكن بالقرب من الثّقوب السّوداء.

بات من المؤكد أن اختراع آلة الزّمن ممكنٌ من ناحيةٍ نظريّة، لكنه بنظري سيكون صعب التصوّر من ناحية منطقيّة.
للقراءة أكثر حول الموضوع:
- رابط أول.
- رابط ثان.
- رابط ثالث.
- رابط رابع.

هل نحن بحاجةٍ إليها أصلًا؟

من منّا يرفض وجود آلة زمن تمكّنه من تصحيح قراراته وعلاقاته الخاطئة؟ في الفلم مثلًا، استخدم الشاب الآلة لتصحيح أفعاله الخاطئة وكلماته غير المدروسة، وكانت أموره تسيرُ على ما يُرام قبل أن تصاب تلك الفتاة بالاكتئاب وتفقد شغفها..

ولكنّ الاستخدام المفرطَ لها دفعه في النّهاية إلى تدميرها، لأنه أدرك أن المصائب التي نتجت عنها أكبرُ بكثيرٍ من فوائدها، لقد أراد الكاتب الرّائع أن يوصل رسالة لنا بأن اختراع تلك الآلة لن يمنحنا السّعادة التي نريدها، وشئنا أم أبينا، المشاكل والعثرات والأخطاء ستبقى جزءًا من حياتنا، فهي ما يعلّمنا ويلقننا الدروس، وهي ما يظهرُ معادننا، وطريقتنا بالتعامل مع الأمور والمشكلات والأخطاء هي ما يرسم ملامحنا عند الآخرين.