الصفحات

الجمعة، 8 أبريل 2016

المحتوى العربي على الانترنت - إحصائيّات وطرق الإثراء.

   كثيرة هي الإحصائيات المتعلقة بالمحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، وكثيرة هي طرق إثراء هذا المحتوى، أضمن في تقريري المختصر هذا بعضا من هذه الإحصائيات وطرق الإثراء على أمل أن تنال إعجابكم.

   من بين 6500* لغة متواجدة على الشبكة العنكبوتية، تحتل اللغة العربية المرتبة الخامسة بينها، وقد بلغت نسبة المحتوى العربي إلى المحتوى الكلي المتواجد على الشبكة العنكبوتية إلى 4% في عام 2013، وتناقصت هذه النسبة إلى 3% في عام 2015، وتناقصت أكثر في بداية 2016 لتصل إلى أقل من 2% حتى أن بعض الدراسات الأخيرة قدرتها بقيمة 0.89%.

* : الإحصائيات الأخيرة لمنظمة اليونسكو قدّرت وجود أكثر من 7000 لغة منتشرة حول العالم .

   إن كمية المحتوى العربي منفردةً تتزايد، أما ما يتناقص فهو نسبته إلى المحتوى الكلّي من محتويات الشبكة العنكبوتية، ويعزى ذلك إلى عدة أسباب لعل أهمها قلّة مشاريع تنمية المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية وقلة الاهتمام العربي، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المشاريع التي تدعم المحتويات غير العربية ولا سيما المحتوى الانجليزي.

   14 من كل 20 شخص عربي يقولون أن المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتيّة غير كافٍ، لكن، 13 من كل 20 لديهم الرّغبة في تنمية المحتوى العربي وإثراءه، وهو رقم عالٍ ومن خلاله نستنتج وجود الرّغبة لدى الفرد العربي في تطوير محتواه، وتحقيق هذه الرّغبة يكون بإشعال نقطة البداية لدى الأفراد عن طريق التوعية بطرق التحرير وطرق المساهمة، وعن طريق القيام بمشاريع ومبادرات تهدف إلى زيادة هذا المحتوى.

غالبيّته مترجم : ما يزيد الطين بلّة أنه وبالرّغم من النسبة الضئيلة للمحتوى العربي فإن معظمه مترجم من لغات أخرى، وما يزيد البلة بلة أخرى أن معظم ما تُرجم قد تُرجم دون مراعاة لأساليب وأسس الترجمة العلمية الصحيحة، كثيرا ما نواجه مشكلات في قراءة بعض المقالات كخلل في ترتيب الجملة أو خلل في المعنى، كل ذلك يعزى إلى عدم الالتزام بأسس الترجمة الصحيحة.

كيف أساهم في إثراء المحتوى العربي على الانترنت ؟
الكاتبة أريج مواسي، خريجة التربية وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية في القدس، اختصرت ذلك ب 9 نقاط:

1. استخدم اللغة العربية في الكتابة والتعبير :
أحد الأسباب الرئيسية التي تقلل من جودة المحتوى العربي هو أن المتحدثين باللغة العربية يستخدمون لغات أخرى في الكتابة والمراسلة على الإنترنت، استخدام اللغة العربية من شأنه أن يحسن مكانتها أكثر وتطوير محتوى رقمي وتكنولوجي يتلائم مع مستخدميها من قبل شركات التكنولوجيا.
تعليق شخصي : إن الغزو الثقافي الذي تتعرض له البلاد العربية في العقود الأخيرة أدى إلى استحداث لغة هجينة ما بين الانجليزية والعربية، ألا وهي اللغة العربيزيّة، هذه اللغة التي هي عبارة عن مزيج من الكلمات العربية والانجليزية بأحرف انجليزية، إن استخدام هذه اللغة أدى إلى عدة نتائج سلبية أهمها انخفاض محتوى الكلمات العربية لدى مستخدميها.
2. دعم ويكيبيديا العربية:
تفتقر مقالات ويكيبيديا العربية إلى مصادر دقيقة، وتنتشر فيها أخطاء إملائية إذا ما قمنا بمقارنتها بلغات أخرى.كيف يمكنكم تقديم الدعم لويكيبيديا؟ أولا من خلال إنشاء مواضيع جديدة، ثانيا من خلال تحرير وإضافة معلومات ذات مصدر موثوق للمواضيع المتاحة على الموقع، ثالثا التدقيق اللغوي للمقالات، رابعًا نشر صور وشرح باللغة العربية عنها.  تخيلوا لو كل منا أضاف مقال واحد لمحتوى ويكيبيديا العربية، بهذا سنساهم معا في تحسينها ما بين باقي اللغات على الموسوعة الحر
3. ترجم! :
يفتقر المحتوى العربي إلى المقالات والمواد المترجمة بجودة. إن الترجمة بنفس روح اللغة أمر فيه تحد بالغ، ولكن من جهة أخرى فإنه يعزز من مكانة اللغة العربية، ويجعلها تتواصل مع ثقافات ولغات أخرى.
ترجمة المقالات، الكتابات والنصوص أمر في غاية الأهمية لما فيه من إثراء للمحتوى العربي. أخص بالذكر هنا أهمية ترجمة المواضيع التخصصية من العلوم الدقيقة، العلوم الاجتماعية والعلوم الانسانية، لأن في ذلك إتاحة للمستخدم العربي أن يوسع مداركه المعرفية خلال استخدامه للإنترنت.
ماذا يمكن أن تترجم أيضا؟ تنتشر الدروس المختلفة على الإنترنت، دروس حول البرمجيات، التصميم، العلوم، وكل شيء تقريبا - ترجمتها للغة العربية ستساهم في أن تصل للمستخدم العربي بشكل سلس أكثر.
4. إنشاء المواقع أو الصفحات التخصصية :
هناك تجارب عديدة لمواقع وصفحات تخصصية نجحت بالمساهمة بشكل عميق بتحسين المحتوى العربي، هذه المواقع أو الصفحات على شبكات التواصل الإجتماعية اختارت لها مواضيع محددة تنشر عنها، فنجحت من خلالها بنشر توعية حول هذه المواضيع، كالمواقع والصفحات المختصة بالآداب، العلوم، حقوق الإنسان وغيرها. مثال على ذلك: صفحة Science48، مجلة نقطة، موقع أدب، جدليةوغيرها.
5. قم بالنشروالتدوين :
بعد الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي، جرى تحول في طرق استخدام التدوين، وذلك عن طريق أنه أصبح مجزأ، فيما يعرف بـ "الميكرو بلوغينج" (لنسميه التدوين المصغر). يمكن لكل واحد فينا أن يساهم في تحسين المحتوى العربي من خلال نشر محتوى باللغة العربية، عبر التدوين، نشر وصف الصور والفيديوهات وحتى التغريد باللغة العربية.
6. تصميم الخطوط :
يُعد تصميم الخطوط من الأمور الصعبة في عالم التصميم، إذ أن المصمم يحتاج أن يستثمر الكثير من الوقت لإنتاج وتصميم الخط.
تصميم الخطوط العربية على أسس علمية مرتبطة بحضارة اللغة والتصميم الجرافيكي، ومن ثم بيعها بمبلغ رمزي وإتاحتها للاستخدام العام من شأنه أن يساعد على تحسين ظهور اللغة العربية في الفضاء الإنترنتي.
تعليق شخصي : إن إثراء المحتوى العربي لا يتضمن مضاعفة الصفحات باللغة العربيّة فقط، إنما يشمل أيضا إحياء خطوطها والكتابة بعدّة خطوط بدلاً من الاعتماد على خط واحد في الكتابة، إن أكثر أنواع الخطوط انتشارا في الشبكة العنكبوتية هو arial.
7. تعريب لغات البرمجة :
هل أنت مبرمج؟ هل أنت مهتم بالتكنولوجيا؟ تطوير وتعريب لغات برمجة من خلال البرمجيات المفتوحة المصدر من شأنه أن يساهم في تحسين المحتوى العربي على الإنترنت، أضف لذلك، فإن تعريب منتجات رقمية من شأنه أن يسهل على المستخدم العربي استخدام المنتجات الرقمية بشكل مريح أكثر.
8. التوقف عن اعتماد "النسخ واللصق" لمواضيع غير مفيدة وغير موثوقة المصدر:
لا أكتب من باب الوصاية، ولكن كثير مما ينشر باللغة العربية على وسائل التواصل الإجتماعي يذكرنا بالمنتديات العربية، ومستوى بعض المواضيع التي كانت تشارك فيها. إذن الترويج  والنشر لمحتوى غير موثوق المصدر، أو محتوى مكرر لا يساهم في تحسين المحتوى العربي على الإنترنت (مثلًا: ما الفائدة من نشر صور وتعليقات مثل "إن لم تضغط لايك وتكتب سبحان الله، فاعلم أن الشيطان منعك"!).
9. تطوير محتوى تفاعلي :
إذا كنت مصممًا أو منتج فيديو، فلك أيضا دور مهم في تحسين المحتوى العربي!
يفتقر المحتوى العربي لمنتجات بصرية مبنية على مصادر موثوقة، المساهمة في تطوير المحتوى العربي التفاعلي يتم من خلال إنشاء وتصميم فيديوهات تفاعلية، خرائط تفاعلية، صور بيانية (إنفوجرافيك) باللغة العربية.

وأخيرا، هناك العديد من المباردات التي هدفت إلى إثراء المحتوى العربي منها مبادرة الملك عبد الله، ومبادرة " بالعربي " ومشروع مؤسسة ويكيميديا لنشر ويكيبيديا في الجامعات العربية، وغيرها.