تعتبر الهندسة الاجتماعية واحدة من أفتك الأسلحة التي تستخدمها الدول المتقدمة في وقتنا الحالي لتمرير ودس أفكارها تمهيدًا لتغيير قناعات وآراء الشعوب وإجبارها على الرضوخ، ومما لا شك فيه، أن الشعب الفلسطيني قد وقع ضحية بالفعل لهذا الأمر.
نظرة على شرفاء الماضي، وشرفاء الحاضر، وشرفاء المستقبل..
في عام 1951م (قبل 70 سنة تقريبًا)، اغتال الفلسطينيون الملك الأردني عبد الله الأول لأنه كان يريد السّلام مع «الإسرائيليين»، وقيل أنه التقى بقادتهم سرًا، وحاول إقناع العرب بقبول قرار التقسيم. كان وقع ذلك قاسيًا ومريرًا على آذان الفلسطينيين الذين كانوا يرفضون فكرة التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين أو الجلوس مع الصهاينة المحتلين على طاولة واحدة، فما كان منهم إلا أن زرعوا الرصاص داخل جسده خلال زيارته المسجد الأقصى.
لكن اليوم، وبعد وفاة صائب عريقات، قائد المفاوضات مع الجانب "الاسرائيلي"، وعلى الرغم من أنه كان يفاوض على نسبة حتى أقل من تلك التي وردت في قرار التقسيم، وعلى الرغم من فشل المفاوضات الخاسرة وعدم تحقيقها أي تقدم في واقع الفلسطينيين منذ بدأت حتى اليوم، بل على العكس تسببت في خسارتهم لأصدقائهم العرب الذين اعتبروها شماعة للتطبيع جنبًا إلى جنب مع اتفاقية أوسلو -إلى جانب خسارات أخرى-، إلا أن كل الحركات والقنوات الرسمية الفلسطينية أذاعت خبر موته بحزن شديد مع عرض لكل التعازي، وأعلنت القيادة الفلسطينية بشكل رسمي الحداد في فلسطين لمدة 3 أيام.
مقارنة بسيطة بهذين المثالين تبرز لنا مدى أهمية الهندسة الاجتماعية التي اتبعتها السياسة الإسرائيلية حتى تسببت في تغيير كامل وجذري في قناعات معظم الشعب الفلسطيني الذي كان رافضًا حتى للجلوس على طاولة مع المحتل. والسؤال هُنا: كيف سيصبح الوضع بعد 70 عامًا أخرى؟
الصفحة الأولى لجريدتي الحياة والأيام الفلسطينيتين في 11 نوفمبر 2020. تركيز على موت صائب وذكر بسيط للمناضل كمال أبو وعر الذي استشهد في نفس اليوم أثناء وجوده في سجون الاحتلال بسبب المرض.
للمزيد، أدعوكم إلى قراءة هذا البحث بعنوان «الهندسة الإجتماعية وآثارها على المجتمع الفلسطيني». البحث ليس بجودة عالية لكنه يفي بالغرض ويعطي فكرة بسيطة حول خطر الهندسة الاجتماعية.
أيضًا، مشاهدة هذا الفيديو:
النهاية.