الصفحات

السبت، 15 يوليو 2017

زيارة إلى دروز دولة الاحتلال

قبلَ فترة ليست ببعيدة قمت مع مجموعة "سوا" الشبابيّة والتي تضمَ شباباً من مختلف الديانات المتواجدة في مدينة نابلس (مسلمين ومسيحيين وسامريين) بزيارة الدروز في الدولة اليهودية، في تدوينتي هذه أضع خلاصة أهم النقاط ذات العلاقة بالصراع الفلسطيني-الاسرائيلي..
________________

الدّروز:
الدروز هم جماعة دينية إبراهيمية ذات تقاليد روحانية، البعض يعتبرها طائفة إسلامية، والبعض الآخر يعتبرها ديناً مستقلّاً. قانون الدولة اليهودية يصنّفها كدين مستقل.

اقرأ أكثر عن الدروز بشكل تفصيلي في تدوينة سابقة لي .. هنا
اقرأ أكثر عن الدروز على ويكيبيديا .. هنا
____________

الزيارة:
جاءت الزيارة إلى الدروز كتطبيق للأفكار التي تدعو لها المجموعة الشبابية سوا والتي تتمثل بترسيخ مبدأ التعايش بسلام بين مختلف الطوائف الفلسطينية، بالتأكيد لن تستطيع أن تتعايش مع أي فرد بسلام وأنت لا تعرفه، ولذلك كانت هذه الزيارة للتعرّف أكثر على دروز الدولة المحتلة وطبيعة علاقتهم بالصراع..

الاستقبال:
استقبال الدروز للمجموعة الشبابية كان رائعا بحقّ، في البداية اصطحب الدروزُ المجموعةَ إلى أحد مساجدهم وعرّفوها على بعض شروط الدروز لدخول المسجد فمثلاً، عند الدروز لا يصحّ أن تدخل المسجد بأكمام قصيرة، ولا يصح أن تدخل إلى المسجد وأنت مكشوف الرأس ..

بعد ذلك اصطحبوا المجموعة إلى قاعة كبيرة، وبمجرّد الدخول لمع كرم ضيافتهم الباهر كما يتضح في الصورة، ثم بعد ذلك كان الحديث



وقف أحدهم وتحدّث عن الدروز، وهذه مقتطفات لأهم ما قاله:
- " الدروز هم جماعة ذات أصول إسلامية سنيّة " (أي أنه يقرّ بأن الدروز طائفة إسلامية).
- تحدث عن الدروز في الدولة اليهودية وقال " قبل قيام الدولة، كنا أقلية بين أقلية .. " قيام الدولة يقصد قيام دولة إسرائيل ومن المعروف أن الدروز يعترفون بشكل صريح بالدولة اليهودية، أما قوله "كنا أقلية بين أقلية" فهذا يشير إلى إقراره بصحّة الرواية الصهيونيّة القائلة بأن عدد العرب كان قليلا جدا في أرض فلسطين عند قيام الدولة اليهودية، وإقراره بأن قيام الدولة اليهودية ساهم في استقرار الجالية الدرزية وبالتالي زيادة عددها.

أما عن خدمة الدروز في جيش الدولة المحتلة، فقال:
قامت الحكومة الاسرائيلية بفرض التجنيد الإجباري على شبابنا وبناتنا، ولكن الطائفة الدرزية في بادىء الأمر كلها اعترضت على قرار التجنيد الإجباري هذا بشكل جدي مما اضطر دولة الاحتلال إلى تخفيف القرار بفرض التجنيد الإجباري على الذكور فقط دون الإناث، وشدد في نفس الوقت على أن العرب (غير الدروز) الذين يخدمون بشكل اختياري في الجيش أكبر من عدد الدروز المجنّدين إجباريّا.

وأجاب دون سؤال على سبب شدة الجنود الدروز في التعامل مع الفلسطينيين، قال:
ما يميّز الدروز عبر أجيالهم كافّة هو صفة الإخلاص التام والكامل لأي عمل يقومون به مهما كان.

لم يكن المجالُ مفتوحا للأسئلة تخوّفاً من الاضطرابات، ولم تدم مدّة الزيارة كثيراً، بعد أن أنهى حديثه وتفرّق الجميع سنحت لي الفرصة بأن أتحدث إلى أحدهم على جنب، العديد من الأسئلة كانت تدور في رأسي عن الدروز في تلك اللحظة إلا أنني بادرت بسؤاله عن رأي الدروز بأيوب القرا (أيوب القرا هو درزي وقد كان وقت سؤالي عضواً في كنيست الدولة اليهودية ويُعرف بمعاداته للعرب والفلسطينيين ودعمه وتأييده الكبيرين للمستوطنات في الضفة الغربية، أما الآن فهو يشغل منصب وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال) قال بعد أن أمسك شاربيه: كل من يعمل في الكنيست من الدروز يكون منبوذا من الطائفة..

من يمين القارىء، مدير أوقاف محافظة نابلس، درزي، أحد رجال الدين المسيحيين في نابلس، أحد رجال الدين السامريين في نابلس (صاحب العمامة الحمراء)، درزي، مفتى محافظة نابلس، ثم مجموعة من الدروز.

خلاصة:
الدروز يقرون بأنهم طائفة إسلامية على الرغم من تصنيفهم كدين مستقل في قانون الدولة اليهودية، كما أنهم يعترفون بشكل صريح بالدولة اليهودية، ويخلصون في الدفاع عنها كونها احتضنتهم وحمتهم وساهمت في استقرارهم.

اقرأ أكثر:
1. 6 أمور لم تعرفها عن الدروز في إسرائيل.
2. مقال رائع، الدكتور صالح النعامي عن الدروز.

هناك تعليقان (2):