انتهت حياتي الجامعيّة لمرحلة البكالوريوس قبل أيام، بعد رحلة استمرّت من أغسطس 2015 حتّى ديسمبر 2019، كانت أيامًا حافلةً جدًّا باللحظات والذكريات المفعمة والرائعة، مع أصدقاءٍ وأشخاصٍ تركوا فيّ بصمةٌ، لن أنساهم أبدًا، على الرّغم من أن الحياة لن تجمعني معهم من جديد إلا من باب الصّدف لو أرادت.
هيَ مرحلة مهمّة جدًّا بلا شك، والباب الأخير الذي نعبرُ منه قبل أن تفترسنا أنياب الحياة وسوق العمل، في هذه التدوينة سأكتب أبرز النصائح التي أقدمها للطلاب في بداية حياتهم الجامعيّة، وذلك بناء على خبرتي وخبرة عدد من الزملاء السابقين:
هيَ مرحلة مهمّة جدًّا بلا شك، والباب الأخير الذي نعبرُ منه قبل أن تفترسنا أنياب الحياة وسوق العمل، في هذه التدوينة سأكتب أبرز النصائح التي أقدمها للطلاب في بداية حياتهم الجامعيّة، وذلك بناء على خبرتي وخبرة عدد من الزملاء السابقين:
النصائح
- النصيحة الأولى: ركّز على دروسك دائمًا، واجعل الدّراسة أولى أولوياتك: أحد أبرز الاختلافات ما بين المرحلة الجامعيّة والمدرسيّة، هو أن المساقات التي تدرسها في الجامعة هي ما سيميّزك مستقبلًا ويضمن لك مكاناً في سوق العمل المكتظ بفائض الخريجين من كل المجالات. أتقن دروسك، وتوسّع، الإنترنت مليءٌ بالمحاضرات المُعزّزة والمكملّة.
- النصيحة الثانية: استغلّ هذه المرحلة جيّدًا في بناء وتوسيع شبكة علاقاتك، الأمر الذي سيضمنُ لك التعرّف على أشخاص بخبرات مختلفة في أكثر من مجال، وهو ما سيسهّل عليك الكثير من الأمور التي من الممكن أن تحتاجها مستقبلًا سواء في تخصصك أو غير ذلك. ولكن الأهم من بناء شبكة العلاقات هو حسن إدارتها.
- النصيحة الثالثة: ابتعد دائمًا عن الأشخاص السلبيين وكلّ ما يمكن أن يؤثر عليك سلبًا ويضيّع وقتك من دون فائدة، حتى تضمن القدرة على التركيز في تحقيق أهدافك وإنجاز أولوياتك. هذه آخر فرصة لك لتطوير نفسك قبل أن تتخرج وتغرق في بحر الحياة، وقتك الآن مهمّ جدًّا، استغله جيّدًا في تطوير نفسك ومهاراتك داخل وخارج التخصّص.
- النصيحة الرابعة: تطوّع، وشارك في الأنشطة وتنظيمها، فهذا كلّه يصبّ في صالح تطوير قدراتك الشخصّية وشبكة علاقاتك وهي من الأهداف المهمّة لكل طالب جامعي. ولكن، احذر من أن تتشتّتَ، وركّز على عمل تطوعيّ واحد، وكذلك، احذر أن يؤثر العمل التطوعيّ على أولى أولوياتك: متابعة الدروس وإتقانها.
بناءً على النصائح التي قدّمتها للطالب الجامعي الجديد أعلاه، كيف تقيّم نفسك ضمنها؟
1. بالنّسبة للدّروس فإن تخصصي "الهندسة المدنيّة" به الكثيرُ من التشعبّات والفروع المتثملة في الهندسة الإنشائية وهندسة المواصلات والبيئة والإدارة والمياه. شخصيًّا: لم أقع إلا في حبّ الهندسة الإنشائية ومواد الإدارة الهندسية وكان تركيزي الكامل خلال الدراسة منصبًا على مواد هذين الفرعين، الأمر الذي خلق فارقًا في العلامات والدرجات على كشفي. لكن الأمور سارت بخير.
كنت آخذ بعين الاعتبار دائمًا أن فهمي للمواد ضروري جدًّا من الأساس. أستطيع القول أني تمكّنت من تطوير نفسي في مجال الهندسة الإنشائيّة والإدارة الهندسية، التصميم والتنفيذ، كما ولدي طموح ورغبة كبيرةٌ في تطوير نفسي أكثر ضمن هذين المجالين. في النهاية: تخرجت بتقدير جيّد جدًّا، وهو الحد الأدنى الذي رسمته لنفسي عندما دخلت الجامعة، بالرّغم من شعوري بالتقصير تجاه هذا الهدف، وإيماني الكبير بأنني كنت قادرًا على تحقيقه بطريقة أفضل، إلا أنني سعيد بما أنجزته.
أعطي لنفسي تقييم 7.5/10 في هذه النقطة
2. بالنّسبة لشبكة العلاقات: من الأمور التي سعدتُ جدًّا بتحقيقها في مرحلتي الجامعيّة هي شبكةُ علاقاتي الممتازة جدًّا، التي نتجت من انخراطي في الجامعة وكذلك عملي التطوعيّ المتمثل بالمساهمة في المعرفة الحرة.
أتاحت الجامعةُ لي تطوير وتوسيع شبكة علاقاتي داخل فلسطين، في حين أتاح لي عملي التطوعيّ في نشر المعرفة الحرة مع مؤسسة ويكيميديا تطوير شبكة علاقاتي على المستوى الإقليمي والعالميّ، تعرّفت على أشخاص رائعين جدًّا ما زلت أتواصل معهم حتّى اليوم، وأنا سعيدٌ جدًّا بهم.
أعطي لنفسي تقييم 9.5/10 في هذه النقطة.
3. بالنّسبة للأشخاص السلبيين واستغلال الوقت: نعم، في الحقيقة، هذه كانت أولى الخطوات المهمّة في طريقي نحو تحقيق الأهداف التي رسمتها لنفسي خلال أيام الجامعة.
تخليّت عن عددٍ لا بأس به من الأصدقاء والأشخاص المقرّبين، ربّما أكون قد واجهت صعوبَة في البدايات كما هي العادة في بداية كلّ شيء، ليس فقط في التخلّص منهم، بل في تحديدهم أيضًا، لكنني سعيد جدًّا بكوني تمكنت في النهاية من تحقيق ذلك.
بالنسبة لتنظيم وإدارة الوقت: لم أصل إلى الدرجة التي أريدها، لكن الأمور أفضل بكثيرٍ من الماضي بالمقارنة مع وضعي في بداية الجامعة. إلا أنني لا أستطيع إنكارَ أنني أضعت الكثير من الوقت خصوصًا في البدايات، العديد من الأمور كان بالإمكان أن تكون أفضل.
بالنسبة لتنظيم وإدارة الوقت: لم أصل إلى الدرجة التي أريدها، لكن الأمور أفضل بكثيرٍ من الماضي بالمقارنة مع وضعي في بداية الجامعة. إلا أنني لا أستطيع إنكارَ أنني أضعت الكثير من الوقت خصوصًا في البدايات، العديد من الأمور كان بالإمكان أن تكون أفضل.
أنا الآن أحرص دائمًا على تجنّب كل ما يمكن أن يسبّب لي مضيعة في الوقت بلا فائدة، وكذلك على الانخراط بالأجواء الإيجابيّة والأشخاص الإيجابيين فقط.
أعطي لنفسي تقييم 7/10 في هذه النقطة.
4. بالنسبة للتطوّع: هذه كانت واحدةً من أروع النقاط التي رسمتها بالضبط كما أريد، حيث:
أ. استطعت التركيز خلال حياتي الجامعية على عمل تطوعي واحد فقط: نشر المعرفة الحرة، بالرغّم من انضمامي لأعمال تطوعية أخرى: لكن سرعان ما كنت اتخذ القرار الجريء بالانسحاب.
ب. تمكنت من تنظيم أنشطة ضمن مجال تطوّعي أيضًا: حيث ساهمت مع زميلي فرح مستكلم وميسرة عبد الحق بتنظيم لقاءات مجموعة ويكييبيديا فلسطين مع مركز حملة في عامي 2016/2017، وقمت بإطلاق خمس نسخٍ من برنامج ويكيبيديا للتعليم في ثلاث جامعاتٍ فلسطينية كبرى، وكذلك ساعدتُ زملائي في تنظيم نسخ أيضًا. بالإضافة إلى عدد من اللقاءات والورشات والمسابقات. كل هذه الأمور طورّت من شخصيتي كثيرًا، وأضافت قيمةً كبيرة لسيرتي الذاتية بالتطوّع مع مؤسّسة عالميّة تمتلك أكبر موسوعة في العالم يحررها عشرات آلاف المتطوعين من كلّ الدول.
ج. عزّز عملي التطوعي في مجال المعرفة الحرة مع مؤسسة ويكيميديا ومبادرة ض وطوّر من شبكة علاقاتي جدًّا، وهذه من أهم النقاط.
د. تمكّنت من خلال عملي التطوعيّ من تحقيق أهداف أخرى منها السفر والتعرف على ثقافات جديدة، حيث زرت المغرب وإفريقيا لأول مرة بعد حصولي على منحة كاملة لحضور مؤتمر ويكي عربيّة 2019، ومقابلة عدد من الزملاء الرائعين الذين عرفتهم الكترونيًّا لسنوات. وكذلكَ، حصلت على منحة كاملةٍ لحضور صالون الاستراتيجيّة 2019 في عمّان، ومنحةً لحضور مؤتمر ويكي بيانات 2019 في برلين، حيث التقيتُ بمستخدمين عالميّين يساعدونني الآن على تطوير نفسي برمجيًّا، حيث أني من محبّي البرمجة كثيرًا وهي من المجالات التي لدي رغبة في تطوير نفسي ضمنها.
أعطي لنفسي تقييم 10/10 في هذه النقطة.
وفي النّهاية، إن كنت أحد الزملاء وقرأت هذه التدوينة، فإنني أدعوك إلى كتابة شيء لي هُنا، ذكرىً بيننا أو رسالة أو أي شيء تريده.
MohammadHijjawi278.sarahah.com
MohammadHijjawi278.sarahah.com