لا شكّ أن الانضباط من الأمور المهمة التي يجب على الإنسان أن يتحلّى بها، فهو السّبيل لترك البصمات الإيجابية في الحياة، في تدوينتي هذه أكتب لكم خلاصة قراءاتي عنه..
______________
الانضباط مأخوذة من الفعل ضبط، الانضباط يعني الالتزام والخضوع، أما الانضباط الذاتي فهو بمعناه الاصطلاحيّ يعني السّيطرة على الذات والتصرّفات بهدف التطوّر والتحسّن الشّحصي..
الانضباط..
الانضباط = الالتزام بما تؤمن:
الإنسان المنضبط يحترم معتقداته ويحترم الأفكار التي يؤمن بها ويلتزم بها، ويضبط سلوكه وتصرفاته الحياتية وفقا لها مهما كانت.
الانضباط = استغلال كامل للوقت:
من النّادر جدّا أن تجد إنسانا منضبطا يهدر وقته، الإنسان المنضبط يحرص على استغلال كل لحظة من وقته فيما يحقق له النفع والمتعة في حياته، المنضبط لا يتخاذل، المنضبط يدرك أن التسويف والتأجيل آفة لا فائدة منهما سوى إهدار الوقت..
الانضباط = الانشغال بالنفس:
الإنسان المنضبط ينشغل بنفسه وذاته وحسب، المنضبط لا ينظر إلى الآخرين وإنجازاتهم إلا بإيجابية، المنضبط لا يهدر وقته في الحديث عن النّاس بسلبية وغيبة ونميمة، المنضبط مهتم بتطوير نفسه وذاته بالدرجة الأولى.
الانضباط = الاعتناء بالنفس:
المنضبط يهتم يمظهره وصحّته ويدوام على النظافة الشخصية والأكل الصحيّ، المنضبط لا يجذب انتباه الآخرين بقصّات الشّعر الغريبة واللباس الغريب..
الانضباط = أهداف وأداء المسؤوليات:
المنضبط يعمل وفق أهداف واضحة يكون قد حددها مسبقا لمجرى حياته، ولا يتوانى في أي لحظة عن أداء مسؤولياته التي تتمثل في خطوات تحقيق أهدافه ولا يتهرب منها ولا يفوّضها، المنضبط ليس اتكاليّا..
الانضباط = إتقان وكفاءة عالية:
يتحمّل المنضبط مسؤولية أعماله ويؤديها بإتقان وعلى أكمل وجه، المنضبط يبتعد عن التقاعس والتراخي أثناء أدائه لمهماته ويعمل بالكفاءة المطلوبة وتكون إنتاجيته عالية ويسعى دائماً لتطوير ذاته وتحسين قدراته وتوسيع طموحه..
الانضباط = احترام:
لطالما احترم العالم الإنسان المنضبط المتعقل الذي يتحكم بتصرفاته وسلوكيّاته ولا يتدخل في شؤون وخصوصيّات الآخرين على مرّ الأزمان، فالأخلاق التي تحددّ قيمة المرء هي بلا شك في أساسها تعتمد على ضبط النفس والسلوك..
الانضباط = ثقة وحياة سعيدة:
لن يشعر يلذة الحياة وجمالها من يتقاعس عن أداء مهماته ومسؤولياته، ولا من لا يدرك قيمة الوقت الذي هو كالسّيف إن لم تقطعه قطعك، ولا من لا يلتزم بأفكاره ومعتقداته، لن يشعر الإنسان غير المنضبط بجمال الحياة.
المنضبطون هم الناجحون:
 |
| مهاتما غاندي، الزعيم الروحي للهند خلال حركة الاستقلال، المسيحيون والمسلمون والبوذيون واليهود والعالم أجمع يحترم بشدة مهاتما غاندي بالرغم من كونه هندوسيا بسبب انضباطه الشديد والحكمة والتعقل في التصرفات والسلوك والتزامه بمبادئه وأفكاره التي كانت وراء نجاح الهند في الحصول على الاستقلال.. |
 |
| لوكا مودريتش، لاعب في فريق ريال مدريد الإسباني. لم يعش الكرواتي لوكا مودريتش طفولة رائعة ففي فترة طفولته بلغت حرب استقلال كرواتيا ذروتها فعاش مشرّدا لاجئا مع أسرته حتى طالت الحرب روح جدّه، فهرب مع أهله إلى جزيرة إيز وعاش طفولته فيها، بالرغم من كونه طفلا، كان مودريتش مستغلا لوقته ويلعب كرة القدم بالشارع لوحده، كان يلعب كل يوم ويتطور كل يوم حتى وقع أول عقد احترافي له عام 2002م مع نادي دينامو زغرب، ولم يتراخى مودريتش في أي لحظة واستمر في التطوّر والتقدم حتى تعاقد معه نادي توتنهام الانجليزي ومن ثم ريال مدريد الإسباني.. بعتبر مودرتيش من أبرز اللاعبين المنضبطين في أوروبا والعالم، وهو محبوب جدا لدى جمهور ريال مدريد، ويعرف بتمريراته الرائعة الدقيقة وضبطه الرائع لوسط الملعب حتى قال عنه أحد المدربين " إذا مرر مودريتش 30 تمريرة في المباراة فإن 31 منها صحيحة" |
 |
| الألماني توني كروس، لاعب ريال مدريد عُرف توني كروس بتمريراته الكثيرة والصحيحة والدقيقة وضبطه الأكثر من رائع لوسط الملعب وكذلك انضباطه الشديد في أداء مهماته الدفاعية والهجومية وقد ساهمت مجهوداته بشكل كبير في فوز المنتخب الألماني بكأس العالم عام 2014م ووقتها فاز كروس بجائزة أفضل ممرر في كأس العالم وفاز أيضا بجائزة أفضل لاعب في ألمانيا وفي نفس السنة تعاقد معه ريال مدريد ب100 مليون يورو على مدار خمس سنوات.. توني كروس من أكثر اللاعبين لعباً للمباريات في ريال مدريد ولكنه على الرغم من ذلك يعتبر من أقل اللاعبين تعرّضا للإصابات حيث أنه لم يصب سوى مرّتين وفي المرتين عاد بعد أقل من أسبوعين إلى الملاعب، عندما سُئل عن السبب قال أنه يلتزم بشكل كبير في أوقاته خصوصا وقت نومه فلا ينام إلا مبكرا ويبتجنب السهر دائما، وقال أيضا أنه يلتزم بتوزيع الجهد في المباريات حيث أنه لا يبذل مجهودات كبيرة في المباريات السهلة التي يكون فيها فريقه فائزا بنتيجة عريضة، بمعنى آخر أنه لا يبذل كثيرا من الجهد على الأمور السهلة، وإنما يدخر جهده على الأمور الأصعب والأكثر حسما. |
 |
| الفرنسي الجزائري زين الدين زيدان، لاعب سابق لريال مدريد ومدرب حالي له. عُرف زيدان بهدوئه وانضباطه الشديين، كما عُرف بتمريراته الساحرة ومراوغاته الرائعة ويصنف من أفضل لاعبي خط الوسط في لعبة كرة القدم، فاز بكأس العالم مع منتخب فرنسا، وفاز بكأس الأمم الأوروبية معه، وفاز أيضا بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، وفاز بجائزة أفضل لاعب في العالم ( الكرة الذهبية) |
 |
| في مباراة نهائي كأس العالم عام 2006م والتي كانت بين منتخبي فرنسا وإيطاليا، فقد زيدان أعصابه وخرج عن انضباطه وهدوئه الشديدين بعد أن استفزه أحد اللاعبين الايطاليين، فما كان من زيدان إلا نطحه على صدره ليتلقى البطاقة الحمراء ويخرج من المباراة التي كانت تميل في كفتها لصالح المنتخب الفرنسي وتخسر فرنسا على إثر ذلك المباراة وتخسر لقب كأس العالم، لحظة عدم انضباط وانفعال كلّفت زيدان اللقب الذي يتمناه كل لاعب.. |
 |
| الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد في وقت سابق (قبل زيدان) عُرف عنه الانضباط والهدوء الشديد جدا حيث لم تسجل له أي لحظة انقعال سواء كمدرب أو كلاعب، وعرف بتصريحاته العقلانية واحترامه للجميع حيث لم يسبق له أن قام بانتقاد أي لاعب أو أي شخص، بل كان دائما ما يرد بإيجابية ويبرز احترامه للجميع. |
 |
| التقطت هذه الصورة في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، المبارة الأقوى في عالم كرة القدم على الإطلاق، في لحظة التقاط الصورة كان فريق ريال مدريد خاسرا بنتيجة 1-صفر أمام فريق اتليتكو مدريد ولم يكن قد تبقى للمباراة سوى دقائق معدودة ويخسر ريال مدريد النهائي الذي انتظر 12 سنة للوصول إليه، كانت أعصاب كل مشجعي ريال مدريد متوترة ومنفعلة حتى من يضرب فيه المثل بالهدوء -زيدان- كان منفعلا بشدة كما هو واضح في الصورة -زيدان كان مساعدا للمدرب أنشيلوتي حينها- إلا أن كارلو أنشيلوتي المدرب في ذلك الوقت كان عكس الجميع ملتزما بانضباطه وهدوئه في توجيه اللاعبين بعيدا عن الانفعال، لحظات وسجل ريال مدريد هدف التعادل وفاز بعدها في النهائي، كرّس أنشيلوتي بذلك عبارة "الانضباط يولّد الثقة والنجاح |
اقرأ أيضاً:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق