السبت، 24 يونيو 2017

الحديث من أجل الحديث

كل إنسانٍ يملك الحق في إبداء رأيه وطرح وجهة نظره بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه .. إلخ، لكن لا بد له من أن يحقق-على الأقل- أدنى المتطلبات لفعل ذلك..
__________________________
مثلث النقاش:
قبل أن يخوض المرء في أي نقاش لا بد له من أن يحقق متطلبات "مثلث النقاش"، وهي:

1. المعلومات:
بالتأكيد، قبل الخوض في نقاش حول أي موضوع لا بد من أن تملك معلومات كافية حوله، كذلك لا بد من أن يكون مصدر المعلومات محققا لشروط الدقّة والموثوقيّة والحياديّة، كيف يمكنك الخوض في النّقاش إذا كنت لا تملك معلومات كافية أو إذا كنت تملكها من مصادر غير موثوقة؟ على ماذا ستبني وجهة نظرك؟

بات الحصول على المعلومات أمرا هينا وسهلا في أيامنا هذه خصوصا بعد الثورة التكنولوجية الهائلة والتفوق الكبير للبايت على الذرة (أي تفوق المصادر الالكترونية التي تتميز بالوصول السهل نسبيا على المصادر المكتوبة والكتب التي تتميز بصعوبة الوصول).

2.المتابعة:
نعيش اليوم في عالم حافل بالتغيرات والتطورات كل لحظة، فالمعلومات التي تملكها اليوم قد تخضع للتغيير غدا، لذلك، لابدّ من متابعة تطوير وتحديث معلوماتك باستمرار.

3.التحليل:
أخيرا، وبعد امتلاك المعلومات الكافية ومتابعة تطويرها وتحديثها باستمرار، تبدأ عملية التحليل المنطقي السليم وربط المعلومات والحقائق لتكوين وجهة نظر واضحة حول الموضوع.

وفي النّهايةِ، أرجوك، لا تتحدّث من أجل الحديث فقط، فما دمت لا تملك هذه المتطلّبات الثّلاثة فإنّك لا تملك الحقّ في طرح رأيك ووجهة نظرك، كما أنّك لا تملك الحقّ في الاعتراض أو الموافقة أو حتى انتقاد أو تزكية وجهات النظر المطروحة من قبل الآخرين، الحقّ الوحيد الذي تملكه هو الحق في الصمت، اصمت فقط ولا تكن مستثقفا، وكما قيل " إن كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق