الأربعاء، 10 يونيو 2020

نظرة على فيلم «Snowpiercer» .. عندما يكون القادة بلا شرف .. !

تحذير: تحرق هذه التدوينة أحداث الفلم، لذا، إن كنت تنوي مشاهدته فإني أنصحك بالخروج والعودة إلى القراءة لاحقًا

يَحكي الفيلمُ قصّة تجمّد كوكب الأرض بالكامِل، وموت جَميع الكائنات الحيّة تقريبًا بفعل الاحتباس الحراري وما تلى ذلك من مُحاولاتٍ فاشلة لمُعالجة الوضع. ولإنقاذ الحياة البشريّة، يُصمم أحدهم قطارًا كبيرًا ويضع على متنه كل الناجين من البشر، ليعيش صفوتهم في مقدمة القطار، أما العامّة والفقراء فيعيشون في ذيله.

عاش العامة والفقراء داخله في شدّة وغمام وفي أسوء الظروف، ووصل بهم الحال إلى أكل الحشرات والفضلات بل وحتى أكل لحوم الضعفاء منهم. استمر حالهم هذا لأكثر من سبعة عشر عامًا ما بين جوع وعطش وذل وقهر، يُقمَعون من أجهزة الصّفوة الأمنيّة لإجبارهم على الرضوخ للأوامر والرضا بمنزلتهم في مؤخرة القطار.

لكن في النهاية، وبعد مرور 17 عامًا على هذا الحال، قرر العامة والفقراء الثورة والتمرّد على كل ذلك وعدم الرضوخ لأوامر حكام القطار، وطلبوا منهم حقهم في الحياة الكريمة، واشتبكوا مع أجهزة القطار الأمنية المدججة بأعتى أنواع الأسلحة، ونجحوا في إزاحتهم بعد أن قُتل منهم من قتل، وذبح من ذبح، وعبروا إلى مقدمة القطار.

وجد الثوار في النهاية أن الصفوة وقادتهم كانوا يعيشون حياة مختلفة تمامًا في المقدمة، حياة مرفهة أكثر مما كانوا يتصورون، في عربات تحوي حدائق ومنتزهات فيها أرقى وأجود أنواع المأكولات، ومدارس ورياض أطفال، وأطباء ومستشفيات، ومحلات ملابس وصالونات تجميل وحمامات سباحة ومراقص، وغير ذلك.

اكتشف الثوار مدى حجم الخدعة التي انطلت عليهم طيلة السبعة عشر عامًا الماضية بسبب خنوعهم ورضوخهم وخوفهم من التجمد والموت. لم تقف الأمور عند هذا الحد، بل أنه وبعد تفجير باب القطار والخروج منه اكتُشفت مفاجأة أخرى: العالم في الخارج لا يتجمد بالشكل المروع الذي صوره القادة لهم، والكوكب لا ينهار، والحياة ما زالت قائمة، اتضح أن كل ذلك أيضًا لم يكن إلا خدعة لإفناعهم بالصعود على متن ذلك القطار وتحمل كل تلك الويلات.

مجموعةٌ من عديمي الشرف والضمير، حكموا أولئك المساكين لمدة تربو عن سبعة عشر عامًا، أذاقوهم فيها الويلات، وعيشوهم في أسوء الظروف، وظنوا أنهم بأجهزتهم الأمنية المدججة بالسلاح سيستمرون في فسادهم وظلمهم إلى الأبد، وسيوقفون كل محاولة تمرد أو ثورة. لكن وحيث أن الظلم والفساد لا ولن يدوما أبدًا، خرج من بين الظلمات نور ثوار صادقين كشفوا الحقيقة وأفسدوا كل مخططاتهم.

الفيلم جميل جدًا، وهو بالأصل مقتبس من رواية فرنسية لجاك لوب، وبنجامين ليجراند، وجان مارك راشيت، نُشرت عام 1982م. فاز الفلم وترشح لعدة جوائز إقليمية وعالمية. أنصح الجميع بالمشاهدة.


هناك تعليقان (2):